تسريبات Xbox القادم: معالج “Magnus” الثوري يَعِد بأداء يزلزل عرش PlayStation 6
مع اقترابنا من عام 2027، تشتعل المنافسة وتتسارع وتيرة التسريبات حول الجيل القادم من أجهزة الألعاب المنزلية، حيث لم يعد الحديث مجرد همسات في أروقة منتديات الألعاب، بل تحول إلى سيل من المعلومات الموثوقة التي ترسم ملامح ثورة تقنية قادمة. وفي قلب هذه الثورة، يبرز اسم “Magnus”، المعالج الذي تطوره شركة AMD خصيصًا ليكون المحرك الجبار لمنصة مايكروسوفت القادمة، جهاز “Next Xbox”، والذي تم تسريب أول صورة تخيلية له مؤخرًا، كاشفًا عن طموحات عملاقة قد تغير قواعد اللعبة.
تشريح القوة: نظرة عن كثب على معالج Magnus APU
وفقًا لأحدث وأشمل التسريبات التي ظهرت عبر اليوتيوبر المتخصص والمطلع “Moore’s Law Is Dead”، فإن معالج Magnus ليس مجرد ترقية تدريجية، بل هو قفزة نوعية في عالم وحدات المعالجة المسرّعة (APU). يُبنى هذا المعالج شبه المخصص على أحدث ما توصلت إليه AMD من تقنيات، حيث يدمج أنوية معالجة مركزية (CPU) من معمارية Zen 6 فائقة التطور، مع وحدة معالجة رسومية (GPU) تستند إلى معمارية RDNA 5 القادمة. هذا المزيج المتطور يضع أداء الجهاز المرتقب في مصاف بطاقات الرسوميات المخصصة للحواسيب المتطورة، حيث تشير التقديرات الأولية إلى أنه سيقترب من قوة بطاقة NVIDIA GeForce RTX 5070 Ti التي لم تصدر بعد.
تأتي التفاصيل التقنية لتزيد من حجم التوقعات؛ فالتسريبات تتحدث عن تصميم غير معتاد لوحدة المعالجة المركزية يتكون من 11 نواة (3 أنوية Zen 6 فائقة الأداء و8 أنوية Zen 6c موفرة للطاقة)، مما يسمح بتوزيع المهام بكفاءة غير مسبوقة. أما على صعيد الرسوميات، فمن المتوقع أن تحتوي الشريحة على ما يصل إلى 70 وحدة حوسبة (68 منها قابلة للاستخدام)، وهو ما قد يمنحها أداءً يتفوق بمرتين على جهاز PS5 Pro حسب بعض التكهنات.
الأمر الأكثر إثارة للجدل والنقاش هو تصميم الذاكرة. فبينما أشارت التسريبات المبكرة إلى ناقل ذاكرة (Memory Bus) بعرض 384-بت، وهو أوسع بنسبة 50% من المستخدم في جهاز PS5، ظهرت معلومات محدّثة تشير إلى ناقل بعرض 192-بت. قد يبدو هذا تراجعًا، لكن السر يكمن في أن المعالج سيعتمد على ذاكرة GDDR7 فائقة السرعة، والتي ستعوض ضيق الناقل وتوفر نطاقًا تردديًا هائلًا للذاكرة قد يصل إلى ثلاثة أضعاف ما يقدمه PlayStation 5، مما يضمن تحميل البيانات والأنسجة بسرعة خيالية والقضاء على أي اختناقات في الأداء.
تعرف على: ألعاب Xbox Arabic Games التي تدعم اللغة العربية
فلسفة تصميم جديدة: من جهاز واحد إلى عائلة متكاملة
يكمن التغيير الجذري الذي قد يقدمه معالج “Magnus” في فلسفة تصميمه القائمة على “الشرائح الصغيرة” (Chiplets). فبدلًا من تصميم شريحة واحدة متجانسة (Monolithic) تضم المعالج المركزي والرسومي معًا، يفصل تصميم Magnus بينهما في شريحتين منفصلتين (واحدة للمعالجة وأخرى للرسوميات) يتم تصنيعهما على دقة 3 نانومتر المتطورة من TSMC، وترتبطان عبر “شريحة جسرية” (Bridge Die) عالية السرعة.
هذا التصميم الشبيه بقطع “الليغو” يمنح مايكروسوفت مرونة غير مسبوقة. فبدلًا من إطلاق جهاز واحد كل سبع أو ثماني سنوات، قد تتمكن الشركة من إطلاق “عائلة” من أجهزة Xbox تعمل جميعها بمعالج Magnus كنواة أساسية. يمكن أن تتراوح هذه الأجهزة من جهاز بث صغير بحجم كف اليد، إلى جهاز محمول ينافس Steam Deck، وصولًا إلى الجهاز المنزلي الرئيسي وحتى أجهزة شبيهة بالحاسوب الشخصي المكتبي. كما يفتح هذا النهج الباب أمام تحديثات أكثر تواترًا، حيث يمكن لمايكروسوفت تحديث شريحة الرسوميات مثلًا بعد عامين أو ثلاثة دون الحاجة لإعادة تصميم اللوحة الأم بالكامل، مقتربة بذلك من دورة تحديثات سوق الحاسب الشخصي.
المنافسة المحتدمة مع PlayStation 6
في المقابل، لا تقف سوني مكتوفة الأيدي. فالتسريبات المتعلقة بجهاز PlayStation 6، الذي يُشاع أن اسمه الرمزي هو “Orion”، تشير إلى أنه سيعتمد أيضًا على تقنيات AMD المتقدمة من معماريتي Zen 6 و RDNA 5. وتضع سوني هدفًا واضحًا: تحقيق دقة 4K مع 120 إطارًا في الثانية بشكل ثابت، مع دعم دقة 8K عبر تقنيات التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي للترقية (AI Upscaling). المفاجأة السارة التي تحملها التسريبات هي أن سوني قد تحافظ على سعر إطلاق الجهاز عند 499 دولارًا، وهو نفس سعر إطلاق الأجيال السابقة.
هذا التقارب الشديد في العتاد الأساسي يعني أن المعركة القادمة لن تُحسم بقوة المعالجات وحدها. بل ستكون المنافسة على جبهات متعددة تشمل الخدمات الحصرية، وقوة مكتبة الألعاب، وتجربة المستخدم المتكاملة، ونماذج الاشتراك مثل Xbox Game Pass الذي أثبت نجاحه الساحق. نحن على أعتاب جيل جديد لن تكون فيه القوة الخام هي الكلمة الفصل، بل النظام البيئي المتكامل الذي يقدمه كل جهاز. في النهاية، تبدو الحرب القادمة بين Xbox و جهاز PlayStation أكثر شراسة من أي وقت مضى، والرابح الأكبر فيها هو اللاعب الذي سيشهد قفزة تقنية هائلة تعيد تعريف معنى اللعب.
تعرف على: Clair Obscur: ليست مجرد لعبة، بل بداية لملحمة فنية جديدة
