Metal Gear Solid Delta: رسالة وفاء من كونامي إلى كوجيما رغم القطيعة
بعد مرور سنوات على الانفصال الذي هزّ أركان صناعة الألعاب بين المطور الأسطوري هيديو كوجيما وشركة كونامي، يعود اسم السلسلة العريقة “Metal Gear Solid” إلى الواجهة مع النسخة المُعادة “Delta”، لكن هذه المرة في ظل غياب مُبدعها الأصلي. ورغم تأكيد كوجيما القاطع بأنه لن يقوم بتجربة اللعبة، يبدو أن كونامي وفريق التطوير يكنّون له احترامًا عميقًا، ويأملون أن يرى هذا العمل كتحية وفاء لإرثه الخالد.
إرث كوجيما حاضر في غيابه
في مقابلة حديثة ومهمة مع موقع “Inverse”، كشف منتج الريميك، نورياكي أوكامورا، الذي عمل سابقًا إلى جانب كوجيما في السلسلة الأصلية، عن المشاعر السائدة داخل فريق التطوير. أكد أوكامورا أن الفريق، الذي يضم أيضًا المدير الإبداعي يوجي كوريكادو، يتعامل مع هذا المشروع بحساسية واحترام كبيرين لكل من ساهم في بناء هذا الصرح في الماضي. وأضاف: “لسنا متأكدين مما قد يرغب في فعله، لكننا نريد تقديم هذه اللعبة مع احترامنا الشديد لجميع الأشخاص الذين عملنا معهم سابقًا”. وأعرب عن أمل الفريق الصادق بأن تصل أصداء هذا الإنجاز إلى كوجيما نفسه، قائلًا: “نود كثيرًا أن يراها [كوجيما] أيضًا”.
يأتي هذا التصريح كرد فعل غير مباشر على موقف كوجيما الذي عبّر عنه بوضوح في مقابلة سابقة، حيث أجاب ضاحكًا بـ “لا، لن أفعل” عندما سُئل عما إذا كان سيجرب الريميك. بالنسبة للكثيرين، هذا الموقف متوقع بعد الانفصال الصاخب عن كونامي في عام 2015، والذي طوى صفحة كوجيما مع السلسلة التي عرّفت مسيرته المهنية.
فلسفة الريميك: الحفاظ على الجوهر لا إعادة الابتكار
شدد كل من أوكامورا وكوريكادو على أن الهدف الأساسي من “Metal Gear Solid Delta” ليس إعادة ابتكار اللعبة من الصفر، بل هو الحفاظ على جوهرها الذي جعلها أيقونة خالدة. وأوضح أوكامورا أن الفريق تفاجأ بمدى صمود اللعبة أمام اختبار الزمن، قائلًا: “بمجرد أخذ المفهوم الأصلي دون تغييره، ظلت اللعبة تتمتع بالكثير من النقاط الجيدة والكثير من السحر والعاطفة”. وأضاف: “لم يكن هناك الكثير لتغييره. لا تزال اللعبة قادرة على تقديم الكثير حتى بعد مرور أكثر من 20 عامًا”.
هذه الفلسفة تترجم عمليًا من خلال الحفاظ على القصة الأصلية كما هي، والتي تدور أحداثها في عام 1964 وتعتبر حجر الأساس الزمني للسلسلة بأكملها. كما تم استخدام التسجيلات الصوتية الأصلية بالكامل، وهو قرار أثار مشاعر متباينة لدى الممثلين أنفسهم، مثل ديفيد هايتر (مؤدي صوت سنيك)، الذي كان يود إعادة تسجيل بعض الحوارات بخبرته الحالية، لكنه تفهم ضرورة الحفاظ على التجربة الأصلية متماسكة. ويعمل على تطوير اللعبة استوديو كونامي الداخلي بمساعدة من استوديو Virtuos السنغافوري، باستخدام محرك Unreal Engine 5 الذي ينقل رسوميات اللعبة إلى مستوى بصري مذهل.
اقرأ أيضاً: الفرق بين نينتندو سويتش OLED والعادي
بين الماضي والمستقبل
يمثل “Metal Gear Solid Delta” محاولة جريئة من كونامي لإعادة إحياء واحدة من أهم سلاسلها وتقديمها لجيل جديد من اللاعبين ربما لم يتعرف عليها من قبل. يهدف المشروع إلى تذكير العالم بمدى جودة هذه اللعبة الكلاسيكية دون إحداث تغييرات جذرية قد تنفر اللاعبين القدامى. ومع ذلك، تمت إضافة تحسينات جوهرية لتحديث التجربة، مثل القدرة على التحرك أثناء الانحناء، وتطوير واجهة المستخدم، وإضافة نظام الحفظ التلقائي، وهي مزايا مستوحاة من الأجزاء الأحدث في السلسلة.
تبقى بصمة كوجيما غائبة بشكل رسمي، لكن روحه الإبداعية تظل جزءًا لا يتجزأ من الحمض النووي للعبة. ورغم أن اسمه لن يظهر كمخرج، فقد أكد أوكامورا أن كوجيما وفريق العمل الأصلي سيتم تكريمهم وذكر أسمائهم في شارة النهاية. في النهاية، تقف “Metal Gear Solid Delta” كشهادة على إرث معقد، فهي مشروع ولد من رحم الانفصال، لكنه يُصنع بأيدٍ تحمل كل الاحترام والتقدير للمبدع الأصلي، على أمل أن يجد طريقه إلى قلوب الجماهير القديمة والجديدة على حد سواء، وأن يكون جسرًا لمستقبل محتمل للسلسلة.
تعرف على: Return to Silent Hill: رحلة إلى أعماق الكابوس النفسي مع عودة المخرج كريستوف غانز
