Lost Soul Aside: هل خيب أمل عقد من الانتظار بإطلاقته المتعثرة؟
بعد رحلة تطوير ملحمية استمرت لما يقرب من عقد من الزمان، وصلت لعبة الأكشن المنتظرة Lost Soul Aside أخيرًا إلى اللاعبين على منصات PS5 وSteam. اللعبة التي بدأت كمشروع فردي مبهر لمطور واحد عام 2016، تحولت إلى عنوان ضخم شغل فريقًا كاملاً وأسر قلوب الملايين بأسلوب لعب سريع يذكرنا بروائع مثل Devil May Cry. لكن مع انطلاقتها الرسمية، يبدو أن طريقها لم يكن مفروشًا بالورود، حيث اصطدمت بواقع التقييمات “المختلطة” والمشاكل التقنية التي أثارت جدلاً واسعًا في مجتمع اللاعبين.
Lost Soul Aside من فكرة ملهمة إلى مشروع ضخم
بدأت حكاية Lost Soul Aside في عام 2016، عندما قام المطور المستقل “يانغ بينغ” بنشر عرض أولي للعبته، التي طورها بمفرده باستخدام محرك Unreal Engine 4. حقق العرض انتشارًا فيروسيًا، مذهلاً اللاعبين والمطورين على حد سواء بجودة الرسوميات وسلاسة القتال. هذا النجاح الباهر لفت أنظار شركة “بلايستيشن”، التي قررت دعم المشروع ودمجه ضمن مبادرة “China Hero Project”، وهي مبادرة تهدف إلى مساعدة المطورين الصينيين الموهوبين. هذا الدعم سمح ليانغ بينغ بتأسيس استوديو Ultizero Games وتوسيع فريق عمله لتحقيق رؤيته الطموحة، لكن مع نمو المشروع، ازدادت التحديات والآمال المعقودة عليه، مما أدى إلى تأجيلات متكررة على مر السنين.
استقبال متباين: بين قتال ممتع وأداء محبط
فور إطلاقها، انقسمت آراء اللاعبين بشكل حاد. على منصة Steam، استقر تقييم اللعبة عند “مختلط”، حيث أشاد 57% فقط من اللاعبين بالتجربة. أجمع المعجبون على أن نظام القتال هو الجوهرة الحقيقية للعبة؛ فهو سريع، وعميق، وممتع لأقصى درجة، ويقدم حرية كبيرة في تنفيذ المجموعات القتالية ضد الأعداء والزعماء المليئين بالتحدي. كما حظيت الرسوميات والتوجه الفني بإعجاب الكثيرين، مؤكدين أنها ترقى لمستوى التوقعات التي تكونت على مدار سنوات الانتظار الطويلة.
على الجانب الآخر، ظهرت شكاوى واسعة النطاق تتعلق بالأداء والمشاكل التقنية. تركزت معظم الانتقادات على نسخة الحاسب الشخصي، حيث عانى اللاعبون من هبوط حاد وغير مبرر في معدل الإطارات، خاصة خلال المشاهد السينمائية. وقد اعترف فريق التطوير Ultizero Games بهذه المشكلة، موضحًا أن بعض المشاهد السينمائية في مقدمة اللعبة هي في الواقع ملفات فيديو مسجلة مسبقًا بدقة 4K ومعدل 30 إطارًا في الثانية، وهو ما تسبب في تقطيع ملحوظ أثناء عرضها. بالإضافة إلى ذلك، طالت الانتقادات جوانب أخرى مثل جودة الأداء الصوتي، ونظام الحفظ، وحركة الشخصية خارج القتال.
غياب المراجعات واستجابة المطور
أحد العوامل التي زادت من شكوك اللاعبين قبل الإطلاق هو قرار الشركة الناشرة بعدم توفير نسخ مراجعة مسبقة للإعلاميين والنقاد. يُنظر إلى هذه الخطوة في صناعة الألعاب غالبًا على أنها مؤشر سلبي، حيث قد تعكس عدم ثقة المطور أو الناشر في جودة المنتج النهائي عند الإطلاق. تزامن هذا الغياب مع ظهور المشاكل التقنية فورًا، مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن اللعبة أُصدرت في حالة غير مكتملة، وقرروا تأجيل الشراء حتى صدور تحديثات تصلح هذه العيوب.
لحسن الحظ، كانت استجابة فريق Ultizero Games سريعة، حيث أصدر بيانًا يعترف فيه بالمشاكل التي أبلغ عنها اللاعبون. وأكد الفريق أنه يعمل بجد على تحسينات تقنية لمعالجة مشكلات الأداء وتقديم تجربة أكثر سلاسة في التحديثات المستقبلية، معتذرًا للاعبين عن أي إزعاج وشاكرًا لهم دعمهم وصبرهم.
حكم مؤجل ومستقبل مرهون بالدعم
في الختام، تجد Lost Soul Aside نفسها عند مفترق طرق. اللعبة تمتلك أساسًا قويًا يتمثل في نظام قتال مصقول وممتع ورؤية فنية جذابة، لكنها تتعثر بسبب مشاكل تقنية وقصة وشخصيات وُصفت بأنها سطحية وعامة. إن مستقبل اللعبة الآن يعتمد كليًا على مدى التزام المطور بتقديم الدعم اللازم وإصلاح العيوب التي شابت تجربة الإطلاق. إذا نجح فريق Ultizero Games في الوفاء بوعوده، فمن الممكن أن تتجاوز اللعبة بدايتها المتعثرة وتصل إلى الإمكانيات الهائلة التي انتظرها اللاعبون طوال هذا العقد.
تعرف على: خطأ فادح أم هدية غير متوقعة؟ لعبة CarX Street مجانًا بالكامل لمشتركي PlayStation Plus
