أمان Roblox: هل إجراءات التحقق من العمر كافية لحماية الأطفال؟
في عالم الألعاب الرقمية الذي يجذب ملايين الأطفال والمراهقين، تقف منصة Roblox كواحدة من أبرز الوجهات الترفيهية والتفاعلية. ومع تزايد شعبيتها، تتصاعد المخاوف بشأن سلامة مستخدميها الصغار، مما يدفع الشركة إلى اتخاذ خطوات متتالية لتعزيز بيئة اللعب. ورغم أن جهود Roblox الأخيرة لحماية الأطفال عبر تطبيق أدوات تحقق جديدة ومستمرة، يرى خبراء في مجال أمن الألعاب أن هذه الخطوات، على أهميتها، قد لا تكون كافية بمفردها لمواجهة التحديات المعقدة والتهديدات المتطورة في الفضاء الرقمي.
جهود Roblox لتعزيز الأمان
في خطوة تهدف إلى بناء مجتمع أكثر أمانًا، أعلنت Roblox عن توسيع نطاق استخدام تقنيات تقدير الأعمار لتشمل جميع المستخدمين الذين يتفاعلون عبر أدوات التواصل داخل المنصة، مثل الدردشات الصوتية والنصية. وبحلول نهاية العام، ستعتمد المنصة على نظام متطور يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل صور السيلفي وتقدير عمر المستخدم بدقة، بالتعاون مع شركات متخصصة مثل Persona. وإلى جانب ذلك، ستُدمج هذه التقنية مع أنظمة أخرى كالتحقق من الهوية الرقمية والحصول على موافقة أبوية موثقة، مما يوفر طبقة حماية أقوى مقارنة بالطريقة التقليدية التي تعتمد فقط على تاريخ الميلاد الذي يدخله المستخدم.
كما أعلنت الشركة عن شراكة استراتيجية مع “التحالف الدولي لتقييم الأعمار” (IARC) لاعتماد نظام تقييم محتوى موحد ومعترف به عالميًا، مثل أنظمة ESRB وPEGI، لمساعدة الآباء على فهم طبيعة المحتوى الذي يتفاعل معه أطفالهم بشكل أفضل. وتأتي هذه التحديثات في ظل ضغوط قانونية متزايدة ودعاوى قضائية تتهم المنصة بالتقصير في حماية الأطفال من المحتوى الضار والمتحرشين.
لماذا التحقق من العمر ليس الحل الكامل؟
يرى “رون كيربس”، الرئيس التنفيذي لشركة Kidas المتخصصة في أمن الألعاب، أن هذه الخطوات تمثل تقدمًا في الاتجاه الصحيح، لكنها لا تشكل حلاً جذريًا للمشكلة. ويشدد كيربس على ضرورة إدخال آليات مراقبة سلوكية لحظية، موضحًا أن الخطر الحقيقي يكمن في قدرة المتصيدين والمتحرشين على اجتياز آليات التحقق من العمر، ومن ثم مواصلة سلوكياتهم المسيئة داخل المنصة دون رادع فوري.
ويضيف: “حماية الأطفال لا تعني فقط إثبات أنك فوق 13 عامًا، بل تتعلق باكتشاف متى تصبح المحادثة خطيرة، وعندها وجوب التدخل بسرعة”. فالأدوات مثل تحليل الوجه أو فحص الهوية، رغم وجودها في عدة ألعاب، لا تعالج القضايا الأكثر خطورة التي يواجهها الأطفال يوميًا، مثل التنمر الإلكتروني، والاستغلال، والتعرض لمحتوى غير لائق يتم تداوله في المحادثات الخاصة.
تقنية المراقبة اللحظية كحل بديل
لمواجهة هذا القصور، طورت شركة Kidas تقنية باسم “ProtectMe”، وهي آلية كشف تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة الاتصالات داخل الألعاب (النصية والصوتية) بشكل فوري. تعمل هذه التقنية في الخلفية دون التأثير على تجربة اللعب، وتقوم بتحليل المحادثات للكشف عن علامات التنمر الإلكتروني، أو خطاب الكراهية، أو محاولات الاحتيال، أو وجود متحرشين رقميين. وعندما تكتشف تهديدًا محتملاً، ترسل تنبيهات فورية إلى أولياء الأمور عبر تقارير أسبوعية، مما يمنحهم رؤية واضحة لنشاط أطفالهم الرقمي ويمكّنهم من التدخل عند الحاجة.
حجم المشكلة بالأرقام
تكتسب دعوة كيربس أهمية بالغة عند النظر إلى الإحصائيات المقلقة المتعلقة بسلامة الأطفال على الإنترنت. تشير بيانات شركة Kidas إلى أن 3 من كل 5 أطفال في الولايات المتحدة ممن يلعبون ألعابًا عبر الإنترنت سيتعرضون للاحتيال أو المضايقة قبل بلوغهم سن 18 عامًا. وتؤكد دراسات أخرى هذا الواقع، حيث تفيد تقارير بأن حوالي 43% من الشباب يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت مرة واحدة على الأقل. كما أن منصات الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مسرحًا رئيسيًا لهذه السلوكيات الضارة، مما يجعل الرقابة الأبوية التقليدية غير كافية لمواكبة التهديدات اللحظية.
في الختام، لا يمكن إنكار أن Roblox تبذل جهودًا ملموسة لتعزيز سلامة منصتها، إلا أن الاعتماد الكلي على بوابات التحقق من العمر يترك فجوات أمنية كبيرة. إن مستقبل حماية الأطفال في العوالم الرقمية المترامية الأطراف يعتمد على نهج متعدد الطبقات يجمع بين التحقق من الهوية، والرقابة الأبوية الفعالة، والأهم من ذلك، أنظمة المراقبة السلوكية الذكية التي يمكنها اكتشاف الخطر والتصدي له في الوقت الفعلي، لخلق بيئة آمنة تمامًا للعب والنمو.
تعرف على: زلاتان يغزو FC 26: فريق أسطوري يهز عالم الألعاب
