حقبة جديدة في Bungie: رحيل بيت بارسونز وتحديات تنتظر القيادة الجديدة
في خطوة مفاجئة هزت أوساط صناعة الألعاب، أعلن بيت بارسونز، الرئيس التنفيذي المخضرم لاستوديو “بنجي” (Bungie)، عن تنحيه عن منصبه، ليسدل الستار على مسيرة مهنية امتدت لأكثر من عقدين داخل الشركة التي اشتهرت بتطوير سلاسل ألعاب أيقونية مثل “Halo” و”Destiny”. يأتي هذا التغيير في وقت حاسم يمر به الاستوديو، الذي يواجه تحديات متعددة ويتطلع إلى مستقبل جديد تحت مظلة شركة “سوني” (Sony).
بعد عشر سنوات من قيادة الاستوديو كرئيس تنفيذي وأكثر من عشرين عامًا من المساهمة في بناء إرثه، يترك بارسونز منصبه في تغيير يصفه الكثيرون بأنه نهاية حقبة. انضم بارسونز إلى “بنجي” في عام 2002، حيث لعب دورًا محوريًا في الإشراف على مشاريع ضخمة حققت نجاحًا عالميًا، من بينها “Halo 2″ و”Halo 3”. ومنذ توليه منصب الرئيس التنفيذي في عام 2016، قاد الشركة خلال فترة انتقالية هامة، شملت الانفصال عن شركة “أكتيفيجن” (Activision) وتحول “بنجي” إلى استوديو مستقل قادر على نشر وتطوير مشاريعه الخاصة، وهو ما أثمر عن النجاح المستمر للعبة “Destiny 2″، قبل أن يتم الاستحواذ عليه رسميًا من قبل استوديوهات “بلايستيشن” (PlayStation).
في رسالته الوداعية، عبر بارسونز عن فخره العميق بالإنجازات التي تحققت، قائلًا: “كانت هذه الرحلة شرفًا لا يوصف، وأشعر بفخر عميق تجاه العوالم التي بنيناها سويًا والملايين من اللاعبين الذين يعتبرونها موطنهم، والأكثر من ذلك كله هو العمل بجانب العقول المبدعة في Bungie”.
خليفة من الداخل وتعهدات للمستقبل
يتولى جاستن ترومان، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي للتطوير، دفة القيادة كرئيس جديد للاستوديو. يتمتع ترومان بخبرة طويلة داخل “بنجي” تمتد لخمسة عشر عامًا، تقلد خلالها مناصب متنوعة كمهندس ومصمم ومنتج، وساهم بشكل كبير في أنظمة لعبة “Destiny” الأصلية وتصميم محتوى endgame في “Destiny 2”.
في تصريحه الأول بعد توليه المنصب، أكد ترومان التزامه الكامل بمواصلة تطوير عوالم “Destiny” بالتزامن مع الدفع قدمًا بالمشروع الطموح القادم “Marathon”. وأقر ترومان بالتحديات التي واجهها الاستوديو قائلًا: “لقد كنا جزءًا من جهود في بنجي ربما لم نكن فيها في أفضل حالاتنا. عندما تعثرنا وأدركنا من خلال الاستماع إلى مجتمعنا أننا أخطأنا الهدف”. ووعد بالكشف عن المزيد من التفاصيل حول كلا المشروعين في وقت لاحق من العام الحالي.
تحديات متزامنة ونفوذ متزايد لسوني
يأتي رحيل بارسونز في خضم فترة مضطربة للاستوديو. فقد واجهت “بنجي” مؤخرًا اتهامات بسرقة فنية في مشروعها الجديد “Marathon”، حيث اعترف الاستوديو بأن فنانًا سابقًا استخدم عمل فنانة مستقلة دون إذن. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الاستوديو دعوى قضائية من المخرج السابق كريستوفر باريت، الذي تم فصله بسبب مزاعم سوء السلوك، وهو ما ينفيه باريت ويدعي أن فصله كان لتجنب دفع مكافآت ضخمة له.
هذه التحديات تزامنت مع تقارير تفيد بأن “سوني” بدأت تمارس نفوذًا أكبر على إدارة “بنجي” وتوجهاتها. فبعد أن كانت العلاقة مبنية على استقلالية شبه تامة، تشير التصريحات الأخيرة إلى أن “بنجي” تتجه لتصبح جزءًا لا يتجزأ من استوديوهات “بلايستيشن”. يرى البعض أن هذا التغيير في القيادة قد يكون جزءًا من خطة إعادة هيكلة أوسع تهدف إلى مواءمة رؤية “بنجي” مع استراتيجيات “سوني” الأكبر، خاصة بعد أنباء عن أداء مالي أقل من المتوقع.
يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت هذه القيادة الجديدة، تحت إشراف “سوني” الأكثر حزمًا، ستتمكن من قيادة “بنجي” نحو ثورة إبداعية جديدة، وتجاوز التحديات الحالية، وتحقيق النجاح المأمول لمشروع “Marathon” الذي يترقبه مجتمع اللاعبين بشغف.
تعرف على: ودة أشباح الماضي: Mortal Kombat Mythologies: Sub-Zero تحتضن إخفاقاتها
